نسمع بالمسؤولية الاجتماعية ولا نراها! لمن لا يعلم بالمسؤولية الاجتماعية، هي تحتم على البنوك والشركات الكبيرة و”البراندات” العالمية التي تعمل في البلد، وتحقق أرباحًا مجزية، أن تقوم ببناء مدارس أو جامعات، أو تعبيد طرق، أو بناء مستشفيات.. وغيرها مما يقع تحت طائلة العمل الخيري والمساهمة المجتمعية.
البنوك، مثلاً، تحقق أرباحًا تتجاوز مئات الملايين -وهي معلنة- ولم نسمع عن مستشفى أو جامعة أو حتى طريق تم تعبيده بواسطة أحد البنوك.
لا أطلب من كل بنك أن يبني مستشفى أو جامعة، ولكن لتجتمع بنوك عدة، وتساهم في بناء مستشفى أو جامعة (بسعر رمزي) ضمانًا لاستمراريته؛ لأن البلد يحتاج لمثل تلك المشاريع.
وفيما يتعلق بالسعودة فإنها موجودة في البنوك بشكل جيد، ولا غبار عليها في هذا الجانب.
أما “البراندات” العالمية من ملابس وتجميل ومطاعم، التي تعمل في البلد، وتحقق أرباحًا كبيرة، فإنها لم تقدم شيئًا لا من ناحية السعودة؛ إذ إن أغلب طاقمها من الأجانب بنسبة كبيرة، ولا من ناحية المشاريع غير الموجودة نهائيًّا؛ ما يؤكد أن الإحساس بالمسؤولية الاجتماعية لديها يحتاج لتدخل وتوضيح؛ ليعتدل المسار في هذا الجانب.
الجهة المعنية في السعودية يفترض أن تعمل تقييمًا مستمرًّا لجهود تلك الشركات، وما قدمته بهذا الخصوص؛ وبناء عليه يتم تقديم الدعم الحكومي للأفضل الذي يخدم البلد؛ لأنها بحاجة إلينا، وليس العكس.
أتذكر قبل سنوات عديدة عملت صفحة في جريدة الرياض عن المسؤولية الاجتماعية، ولم أجد سوى مساهمات بسيطة لأجل ذر الرماد في العيون. لا يوجد عمل حقيقي يخدم البلد.