بداية، أجدني مضطراً لكتابة تعريف مبسط ومباشر للترند، حيث يُعرّف قاموس كامبردج الترند بأنه تطور عام أو تغيّر في الطريقة التي يتصرف أو ينجذب بها الناس، والترند مصطلح حديث يُحدد نزعات جديدة أو ميلا معينا لفكرة أو اتجاه أو سلعة. الـ Trend أسلوب حديث للحياة، بدأت تتشكّل ملامحه وتأثيراته في مواقع التواصل الاجتماعي، بل وتحوّل إلى ثقافة مجتمعية وموضة جذابة يستخدمها ويتبعها البشر، لاسيما الأجيال الصغيرة والشابة.
ولم يعد الترند الذي يتواجد بكثافة وتموّج في حياتنا، أسلوباً رائجاً في عالم الإنترنت، وتحديداً في مواقع التواصل الاجتماعي ووسائط الإعلام الجديد، ولكنه أصبح مادة/ طريقة تستخدم بكثافة بين شرائح وفئات المجتمع بغرض قياس أو توجيه الرأي العام لفكرة ما أو سلعة ما.
إن ظاهرة ركوب موجة الترند الآن، لم تعد حكراً على فئة ما أو جهة ما، ولكنها أصبحت الوسيلة الأشهر والأسلوب الأمثل لكل البشر. كما أصبحت ظاهرة الترند، متغلغلة في تفاصيل حياتنا الصغيرة والكبيرة، وتحوّل الاهتمام بها وملاحقتها إلى هوس، بل وإلى جنون، لا يمكن مقاومته، فضلاً عن رفضه.
لقد أصبحت ملابسنا وأكلاتنا وفرقنا ورحلاتنا ونجومنا، بل واختياراتنا وقناعاتنا صدى مباشر لتلك الترندات التي تضخها وتروجها شبكات ومنصات التواصل الاجتماعي ووسائل ووسائط الإعلام الجديد. ترندات تقودنا وتوجهنا إلى أفكار وسلع، قد لا تكون مناسبة أو ملائمة لنا، ولكنها عملية معقدة ومتشابكة لها أدواتها وتأثيراتها التي قد تسلب فكر ووعي المهووسين بهذه الترندات والموضات التي أصبحت العناوين البارزة في حياتنا.
الترند وغيره من ملامح وتفاصيل المرحلة الجديدة التي يمر بها العالم والتي يمكن استيعابها والتكيّف معها، ولكن الخطورة تكمن حينما يستخدم ويوظف البعض هذه الترندات المثيرة لتسليع حياتنا وتفريغها من قيمها الحقيقية، فنتحوّل إلى مجرد متابعين مهووسين بأرقام ومؤشرات واتجاهات الترند.